fbpx

التشمع الكبدي (Liver Cirrhosis):

التشمع الكبدي هو النتيجة النهائية غير القابلة للعكس للتندب الليفي وتجدد الخلايا الكبدية، وهو استجابة الكبد لعوامل تؤذيه ذات منشأ التهابي أو سام أو استقلابي أو احتقاني. عند حدوث التشمع، تتغير البنية الفصيصية الطبيعية للكبد، ويحل محلها شرائط من النسيج الليفي تحيط بعقيدات ناتجة من بؤر الخلايا الكبدية المتجددة. هذا يؤدي إلى زيادة الضغط في الوريد البابي وحدوث تحولات داخل الكبد. كما تضطرب وظيفة الخلية الكبدية بسبب نقص الجريان الدموي واستمرار التأثير الضار المباشر على الخلايا.

التشمع الكبدي هو السبب الخامس عشر للوفاة بسبب الأمراض، حيث يؤدي إلى وفاة حوالي 26,000 شخص سنوياً.

أسبابه:

  1. التهاب الكبد الكحولي (الناتج عن تعاطي الكحوليات):
    • يكون التشمع الكبدي مرتبطًا بإدمان الكحوليات المزمن لدى عدد كبير من الأفراد، لكن تعاطي الكحوليات ليس السبب الوحيد.
    • يحدث التشمع الناتج عن تعاطي الكحوليات غالبًا بعد فترات طويلة من التعاطي المكثف.
    • كمية الكحول التي تسبب ضررًا للكبد تختلف من شخص لآخر؛ بالنسبة للنساء، تناول الكحول مرتين أو ثلاث مرات يوميًا يمكن أن يؤدي إلى التشمع، بينما بالنسبة للرجال، يكون من 3 إلى 4 مرات يوميًا.
    • الكحول يؤذي الكبد عن طريق منعها من القيام بعمليات الأيض الخاصة بالبروتينات، الدهون، والسكريات.
  2. التهاب الكبد الوبائي سي:
    • يعد أحد أكثر العوامل المسببة لأمراض الكبد المزمنة، بما في ذلك التشمع الكبدي. الإصابة بالفيروس تؤدي إلى التهاب الخلايا الكبدية، وبعد فترة طويلة من الإصابة المزمنة، يتحول الكبد الملتهب إلى كبد متشمع.
  3. العدوى المشتركة المزمنة بالفيروس الكبدي بي ودي:
    • العدوى بالفيروس الكبدي بي من الأسباب الشائعة للتشمع الكبدي عالميًا، بينما تكون أقل شيوعًا في الولايات المتحدة والدول الغربية.
    • العدوى بالفيروس دي تصيب الأفراد المصابين بالفيروس بي فقط، والإصابة المشتركة بهما تكون مزمنة، وتسبب ضررًا أكبر للكبد.
  4. الالتهاب الكبدي الناتج عن المناعة الذاتية:
    • يحدث نتيجة لنشاط جهاز المناعة ضد الكبد، مما يؤدي إلى التهاب الخلايا الكبدية وتدميرها وتحويلها إلى كبد متشمع.
  5. التهاب الكبد غير الكحولي الناتج عن زيادة الدهون :(NASH)
    • يحدث بسبب تراكم الدهون في الكبد مما يؤدي إلى تكوين نسيج متندب. يظهر عادةً مع مرض السكري، السمنة، العلاج بالكورتيزون، أو الخلل في النظام الغذائي البروتيني.
  6. انسداد القناة المرارية:
    • عند انسداد القناة التي تحمل العصارة الصفراوية خارج الكبد، تعود العصارة إلى الكبد وتسبب دمارًا في نسيجه.
    • في الأطفال الرضع، يكون السبب الشائع هو “biliary atresia”، حيث تكون القناة غير موجودة أو مصابة.
    • في البالغين، قد يحدث انسداد نتيجة تشمع القناة المرارية الأولي أو الثانوي بعد عمليات إزالة المرارة.

 

  1. العقاقير، السموم، والعدوى الطفيلية:
    • التفاعلات الناتجة عن تعاطي العقاقير لفترات طويلة.
    • التعرض المستمر للسموم الناتجة عن الملوثات البيئية.
    • العدوى الطفيلية مثل البلهارسيا.

أعراضه:

  • لا يظهر العديد من الأشخاص المصابين بتشمع الكبد أعراضًا في المراحل الأولى.
  • مع تحول النسيج السليم إلى نسيج متندب، يبدأ فشل الكبد في أداء وظائفه وتظهر الأعراض التالية: الضعف العام، فقد الشهية، فقدان الوزن، ألم في البطن، وظهور أوعية دموية في الجلد تشبه العنكبوت (spider angiomas).
  • تتطور الأعراض مع تقدم الحالة.

 

الأعراض والمشاكل الناتجة عن تطور التشمع:

  1. الاستسقاء (oedema or ascites):
    • يحدث عندما يفشل الكبد في إنتاج بروتين الألبومين، فيتجمع الماء في القدم (oedema) أو في البطن (ascites).
  2. زيادة النزف (السيولة):
    • نقص إنتاج البروتينات اللازمة لتجلط الدم يؤدي إلى النزيف بسهولة.
  3. زيادة نسبة الصفراء في الدم (اليرقان):
    • يظهر اصفرار في الجلد والعين بسبب قلة كفاءة الكبد في امتصاص البيليروبين من الدم.
  4. الحكة:
    • تراكم الصفراء ومشتقاتها في الجلد يؤدي إلى حكة شديدة.
  5. حصوات المرارة:
    • التشمع يمنع وصول الصفراء إلى المرارة، مما يؤدي إلى تكوين الحصوات.
  6. زيادة السموم في الدم والمخ:
    • الكبد المتضرر لا يستطيع إزالة السموم من الدم، مما يؤدي إلى تراكمها في الدم والمخ، ويسبب تغيرات في الشخصية أو غيبوبة أو حتى الموت.
  7. الحساسية للعلاج:
    • بطء قدرة الكبد على التخلص من الجرعات الزائدة من الأدوية يؤدي إلى زيادة الحساسية للعلاج والأعراض الجانبية.
  8. زيادة ضغط الوريد الكبدي البابي:
    • يؤدي إلى زيادة الضغط في الوريد، ويؤدي إلى تكوين دوالي في المريء والمعدة.
  9. مقاومة الجسم لتأثير الأنسولين وحدوث النوع الثاني من مرض السكر:
    • يؤدي التشمع إلى مقاومة تأثير الأنسولين، مما يؤدي إلى النوع الثاني من مرض السكر.

 

  1. ورم (سرطان) الكبد:
    • نتيجة للتشمع الكبدي، يحدث ورم (سرطان) في خلايا الكبد.

التشخيص:

  • يمكن تشخيص التشمع عن طريق الأعراض، التحليل المعملي، التاريخ العلاجي، أو الفحص الظاهري.
  • يمكن للطبيب التأكد من التشخيص باستخدام الأشعة (CAT، الموجات فوق الصوتية، الرنين المغناطيسي) أو فحص الكبد باستخدام النظائر المشعة.
  • تأكيد التشخيص يتم عن طريق أخذ عينة من الكبد (liver biopsy) للفحص المجهري.

علاج التشمع الكبدي:

  • لا يمكن تعويض الخلايا الكبدية المدمرة، لكن يمكن إيقاف التشمع وتقليل الأضرار الناتجة عنه.
  • يعتمد العلاج على السبب والأضرار الناتجة عن التشمع.
  • يتم علاج التشمع الناتج عن الكحوليات بإيقاف تعاطيها، والتشمع الناتج عن الالتهاب الكبدي بعلاج الفيروسات المسببة.
  • ينصح بمتابعة السبب، اتباع نظام غذائي سليم، والامتناع عن الكحوليات.
  • يشمل العلاج أيضًا معالجة المضاعفات الناتجة مثل الاستسقاء والنزيف.

Notice: ob_end_flush(): Failed to send buffer of zlib output compression (0) in /home/egliver/public_html/wp-includes/functions.php on line 5373